النيل والفرات:
يضم هذا الكتاب بين دفتيه أربع عشرة محاضرة ألقاها المحاضر في أزمنة متباعدة ودارت في معظمها حول مواضيع إسلامية نافعة عالج صاحبها قضايا في غاية الأهمية، من هذه القضايا ما يندرج تحت باب العقائد، ومنها ما يعالج أمور الإيمان ومعالم الشخصية الإنسانية وقد ألقى المؤلف الضوء على تاريخ العقيدة، كما تناول التراث العقائدي في مجاليه الإنساني والإسلامي، كما تطرق في محاضرات أخرى إلى أثر الإيمان في تحرير الإنسان إذ أن أهم ما يحرص عليه الإسلام هو تحرير قلب العبد من العبودية للشهوات وبصلاحه يصلح الإنسان.
وقد بين المؤلف في محاضرة أخرى القضية الكبرى التي ينبغي أن تكون مدار حياة الفرد المسلم والمجتمع المسلم، ألا وهي توحيد الله -تبارك وتعالى- وتطرق أيضاً إلى التاريخ الإسلامي ويعرض لدور المستشرقين التخريبي. وفي مجال آخر ناقش موضوع الصراع بين الخير والشر وبين مجالات الصراع أو دوائر الصراع بين الخير والشر في حياة المسلم فيؤكد أن المجال العالمي هو أوسع هذه الميادين وأكثرها كلفة وأبعدها خطراً.
وفي معرض بحثه في منهج الإسلام في تزكية النفس، يتحدث عن تفرد المنهج الإسلامي في مجال التزكية، ويشير إلى معالم المنهج الإسلامي الذي يزكي النفوس ويصلحها. كما يعرض لموضوع خطير جداً وهو أسلمة التعليم في ديار المسلمين، فيدعو إلى إعادة التعليم إلى خطيرة الإسلام بعد أن أبعد عنها دهرا طويلاً. ويبين في محاضرة أخرى أن أهل السنة والجماعة أصحاب المنهج الأصيل والصراط القومي، وقد حاول أثناء ذلك أن يكشف عن المنهج الأصيل الذي يمثل الحق في هذه الأمة وهو منهج أهل السنة والجماعة ويكشف عن أصوله وخصائصه. وسعياً في أن يتبين كيف تستعيد الأمة مكانتها من جديد فيسلط الضوء على المكانة الفضلى التي استحقتها هذه الأمة والسر في استحقاقها لها.
ويبين بشكل مبسط وشامل خصائص الشخصية الإسلامية التي تتمثل في البصيرة والعزة والتمسك بالحق، والمجاهدة والثبات على الحق والرضا النفسي والاطمئنان القلبي، وإدراك غاية الحياة والتوبة إلى الحق. كما يعرض لدعاوى أدعياء التحرر، الذين يزعمون مناصرة المرأة زوراً وبهتاناً ويكشف حقيقة مزاعمهم ويبين أنصار المرأة الحقيقيين في محاضرة ألقاها بعنوان دعاة الإسلام وأدعياء التقدم قبل أن يعرض لأثر العصبية في توهين بناء الأمة الإسلامية، ويتطرق من ثم إلى تطبيق شريعة الرحمن وما يجده المسلمون من اطمئنان في ظلها، ويعرض أخيراً لمنهج التغيير للواقع الشيء الذي تتردى فيه الأمة الإسلامية.